الثلاثاء، 24 يوليو 2012

من اخطر انواع البطالة 0هى البطالة المقنعة)

توقفنا فى المقالة السابقة عند بعض أنواع البطالة أو أهم أنواعها .. ونستكمل فى هذه المقالة بإذن الله ما بدأناه فى المقالتين السابقتين من حديث عن البطالة ومفهومها .. وما إنتقلنا إليه فى المحلة الثانية من ذكر أهم أنواع البطالة .. ومن أهم أنواع البطالة على الإطلاق هى..  البطالة المقنعة.



إن البطالة المقنعة تتمثل فى الحالة التى يكون فيها فرد مؤديا لعمل ما ويعمل فيه ولكنه لا يكفيه لتوفير أساسيات الحياة وسبل العيش الكريم .. وأيضا مثال على البطالة المقنعة هو قيام العديد من الأفراد بعمل من الممكن أن يقوم بأداؤه عدد أقل من الأفراد كواحد أوحتى إثنان فقط من هؤلاء الأفراد.



ويمكن القول أيضا أن أحد صور البطالة المقنعة هى تقاضى عدد من العمال أوالمأجورين لرواتبهم عن عمل لا يقومون هم فعليا بأداؤه أو بذل أى مجهود فيه .. وتلك العمالة المقصودة لا تساوى أى شئ فى العمل للدرجة التى إن تم الإستغناء عنهم جميعا فإن العمل وسيره لن يتأثران على الإطلاق .. بل حتى لم يتأثر الإنتاج وحجمه الإجمالى فى المؤسسة التى يعملون بها أوالشركة .. بل على العكس .. فقد يزيد الإنتاج فى حالة رحيلهم عن حالة ما إن ظلوا فعليا فى مواقعهم الوظيفية.



وتمثل الدول النامية فى الإلب البيئة الخصبة والمثالية للبطالة المقنعة .. وذلك كنتيجة طبيعية لقيام الحكومة بتعيين الأفراد فى وظائف بالأجهزة الحكومية التى لا تحتاج على الإطلاق للمزيد من الموظفين والعاملين .. بل على العكس فإن تسريح العديد منهم هو الأولى من تعيين جدد .. ويكون ذلك نتيجة إلتزام الحكومة ببرامج إلزامية لتعيين الخريجين وخلافه .. دونما أى نظر إلى الإحتياج الفعلى من قبل مؤسسات الدولة لهؤلاء الخريجين أم لا .. وهو ما يسمى علميا وإقتصاديا ب .. التكدس الوظيفى.



ويتضح فى المجمل النهائى لتعريف البطالة المقنعة .. أنه فى كل حالاتها سواء حالة الفرد المؤدى لعمل لا يكفل له تحقيق أدنى مستويات الحياة الكريمة .. أو حالة قيام عدة أفراد بأداء عمل يمكن لفرد أو فردان تأديته .. أوحالات الأفراد المتقاضين لأجور بدون أى عمل فعلى مقابل ذلك .. فإن كل هؤلاء الأفراد فى تلك الحالات من البطالة المقنعة لا يؤدون عملا يتناسب مع ما يملكون فعلا من قدرات أو طاقة للعمل .. كثرت أم قلت تلك القدرات أو الطاقات.



وأعتقد عزيزى القارئ أنه للأسف الشديد .. فهذا النوع من البطالة هو الأكثر إنتشارا فى دولنا العربية الحبيبة .. ونتمنى أن يأتى اليوم الذى نراه ماضى لا يعود.



ومع مقالات أخرى قريبة نواصل فيها رحلتنا مع .. البطالة .. بإذن الله.


فقط على شبكة بطالة

البطالة معناها ... أنواعها .. أسبابها ... آثارها .. وكيفية علاجها - في ضوء الكتاب والسنة النبوية

البطالة معناها ... أنواعها ..
أسبابها ... آثارها .. وكيفية علاجها

- في ضوء الكتاب والسنة النبوية -

إشــراف :
إعداد :
مقرر :




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ..
لقد دعا الدين الإسلامي الحنيف إلى العمل وإعمار الأرض ، وذلك لأن العمل من الضروريات الهامة لحياة الإنسان .
فهو من الناحية الاقتصادية الوسيلة لأن يحصل الإنسان على قوته ومتطلبات عيشه ، ومن الناحية الاجتماعية هو معيار لقيمة الإنسان الاجتماعية ومكانته ، ووسيلة في الوقت نفسه للتفاعل الاجتماعي مع العديد من الأفراد والجماعات ، أما من الناحية النفسية فالعمل يفضي على حياة الإنسان معنى هو سبيل لنيل الرضا عن الذات .
وعلى الرغم من ذلك كله إلا أنه لا يكاد مجتمع من المجتمعات الإنسانية على مر العصور يخلو من وجود ظاهرة البطالة ، فالبطالة مشكلة قديمة وليست طارئة ، لها آثار مدمرة على المجتمع ، إلا أن نسبة البطالة تختلف من مجتمع إلى آخر ، كما أن كيفية التعامل مع العاطلين علن العمل أخذت أساليب مختلفة من التجاهل التام لهم إلى الدعم الكلي أو الجزئي لوضعهم .
وقد ارتأيت في بحثي هذا إلى أن أعرف البطالة وأسبابها وآثارها على مجتمع ماء ، ثم في النهاية وضع العلاج الناجح لهذه الظاهرة ، وذلك من منظور شرعي إن أمكن.
هذا وأرجو أن أكون وفقت في عملي والله ولي التوفيق ،،،
الباحثة






بعض الآيات التي وردت في الحث على العمل :
1) قوله تعالى : " هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور " سورة الملك (15) .
2) قوله تعالى : " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " التوبة (105) .
3) قوله تعالى :" فإذا قضيتم الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون " الجمعة (10) .
4) قوله تعالى : " إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض " آل عمران (105) .
5) قوله تعالى : " قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون " الأعراف (129) .
الأحاديث التي وردت عن النبي  في الحث على العمل وكسب اليد :
1) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  قال : " والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من يأتي رجل فيسأله أعطاه أو معنه " أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الزكاة – باب الاستعفاف عن المسألة (1/454) حديث رقم (1470) .
2) عن خالد بن معدان عن المقدام رضي الله عنه عن رسول الله  قال " ما أكل أحد طعاماً قط خير من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده " أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب البيوع – باب كسب الرجل وعمله بيده (3/11-12) حديث رقم (2072) .
3) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله  " أن داود النبي عليه السلام كان لا يأكل إلا من عمل يده " أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب البوع – باب كسب الرجل وعمله بيده (3/11-12) حديث رقم (2073) .
4) عن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده عن رسول الله  قال " من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفوراً له " أخرجه الطبراني في الأوسط – من اسمه محمد (7/289) حديث رقم (7020) .
5) عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله  قال " إن أطيب ما أكلتم من كسبكم " أخرجه الترمذي في سننه – كتاب الأحكام – باب ما جاء أن الوالد يأخذ من مال ولده (3/139) حديث رقم (1278) .
6) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله  أنه قال ( خير الكسب كسب العامل إذا نصح ) أخرجه أحمد في مسنده – باقي مسند المكثرين – باب باقي المسند السابق – حديث رقم (8060) .
7) عن جميع بن عمير عن خاله قال سئل النبي  عن أفضل الكسب فقال ( بيع مبرور وعمل الرجل بيده ) أخرجه أحمد في مسنده – مسند المكيين – باب حديث أبي بردة بن نيار رضي الله عنه – حديث رقم (15276) .
كامل البطالة للطلاب word وورد عن رافع بن خديج قال : قبل يا رسل الله أي الكسب أطيب ؟ قال ( عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور ) أخرجه أحمد في مسنده – مسند الشاميين – حديث رافع بن خديج رضي الله – حديث رقم ( 16628) .
9) عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال : ( لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه ) أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الزكاة – باب الاستعفاف عن المسألة (1/454) حديث رقم (1471) .






ومن الآثار :
ما ورد عن نافع عن ابن عمر أنه كان يكره أن يكاتب العبد إذا لم يكن له حرفة ، ويقول : ( تطعمني أوساخ الناس) . أخرجه عبد الرزاق في مصنفه – باب وجوب الكتاب والمكاتب يسأل الناس (8/374)
ما هي البطالة ؟
تعرف البطالة بأنها الحالة التي يكون فيها الشخص قادراً على العمل وراغباً فيه ولكن لا يجد العمل والأجر المناسبين . (1)
إن التعريف عام ويشمل الأنثى والذكر ، ولكن عندما يطبق في ظروف البلاد العربية التي تعزف فيها المرأة عن العمل فإن التعريف يجعلها تخرج من زهرة العاطلين .
أنواع البطالة :
قسم العلماء البطالة إلى نوعين :-
الأول : البطالة الظاهرة
وتعنى أن الأفراد لا يجدون فرص العمل التي تتناسب مع قدراتهم وتخصصاتهم ومؤهلاتهم التي حصلوا عليها .
الثاني : البطالة المقنعة
وتظهر من خلال تعيين بعض الأشخاص في وظائف لا تعود بفائدة إنتاجية من ورائها ، فالعمل الذي يمكن أن ينجزه خمسة يوكل إلى عشرة ، أو خلق فرص عمل روتينية هامشية لا يجد فيها الإنسان قدراته وخبراته . (2)
مفهوم البطالة في الشريعة الإسلامية :
فطنت الشريعة الإسلامية الغراء إلى مشكلة البطالة ، وبينت مفهومها وطرق الوقاية منها ومنهج الحد منها في إطار دقيق عز أن نجد له فلقد حث الإسلام أهله على العمل والكسب ونهى عن البطالة بقوله  فيما رواه أبو هريرة ( لأن يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره ، فيتصدق منه ، فيستغني به عن الناس خير من أن يسأل رجلاً أعطاه أو منعه ذلك فإن اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول ) (3)
وبناءً على هذا فغن الفقير الذي يستحق سهماً في باب الزكاة قد ضبط الفقه الإسلامي تعريفه على النحو الذي يخرج منه القوي الجلد القادر على الكسب والذي يجد عملاً .
أسباب البطالة :
ترجع الدول الحديثة أسباب البطالة إلى : -
1- الزيادة السكانية : حيث أن تزايد عدد السكان سنوياً يسبب ضغط على موارد الدولة ، ومن ثم فمن الصعب تحقق فرص عمل لهذه الأعداد المتزايدة .
2- ندرة الموارد الاقتصادية .
3- أدت ندرة الموارد الاقتصادية إلى عدم وجود فرص وظيفية للعاطلين خاصة مع التحويلات الكبيرة التي يمر بها الاقتصاد العالمي وانعكاساته على الاقتصاد الوطني ، وهو الأمر الذي يشكل عبئاً إضافياً على الدولة في تمويل عمليات التنمية . (1)
4- عجز سوق العمل عن استيعاب الخريجين فهناك أعداد هائلة من الخريجين الحاصلين على مؤهلات بأنواعها المختلفة ومع ذلك يعجز سوق العمل عن استيعابهم .
5- تفشي البطالة في الوطن العربي : لقد بلغ عدد العاطلين عن العمل في الوطن العربي ( 16) مليون شخص ، ويتوقع أن تصل إلى ( ثمانين ) مليون شخص بحلول عام 2020م ، حيث تحتسب نسبة البطالة وفق المعادلة التالية : نسبة البطالة = عدد العاطلين / إجمالي القوى العاملة × 100 ، وهنا ينبغي الإشارة على أنه ليس كل عاطل يعاني من البطالة ، فقد يكون العاطل لا يبحث عن عمل على الرغم من قدرته عليه ، لأنه لديه إمكانات مادية توفر له حياة رغيدة ، فلا يحتسب ذلك الشخص من ضمن فئة البطالة (2)


معدل البطالة في بعض البلاد العربية (1)
السنوات الأردن الجزائر تونس المغرب
1984 5.6% 0 12.9% 0
1985 6.0% 9.7% 0 0
1986 8.3% 0 0 0
1987 8.3% 21.4% 0 14.3%
1988 8.3% 12.6% 0 13.9%
1989 10.3% 18.1% 13.4% 16.3%
1990 19.8% 19.1% 0 15.4%
1991 18.8% 20.7% 15.0% 17.3%
1992 0 2308% 0 16.0%
1993 0 24.3% 0 0

(0) = غير متاح
والجدير بالذكر هنا قيام دول الخليج العربي وكنتيجة لارتفاع متوسط دخل الفرد ، فقد رحبت حكومات هذه البلاد باستقبال العمالة العربية وغير العربية والتي تتدفق إلى هذه البلاد بشكل سريع من مختلف الحرف والتخصصات المهنية تحت تأثير الأجور والمرتبات المرتفعة وكان من نتيجة ذلك ارتفاع نسبة الوافدين إلى إجمالي السكان .

أثار البطالة على الفرد والمجتمع :
تظهر آثار البطالة في عدة جوانب :
أولاً : الجانب الأمني
يتركز هذا الجانب في بحث العلاقة بين البطالة والجريمة ، إذ استقطب هذا الجانب اهتمام كثير من الباحثين في مجال علم الجريمة وعلم الاجتماع .
ولقد عثرت على دراسة نشرتها الرئاسة العليا لمدينة الرياض في موقعهم بشبكة الإنترنت تحدد علاقة البطالة بالجريمة ، حيث أشارت هذه الدراسة إلى وجود درجة مقبولة من الارتباط بين هذين المتغيرين فكلما زادتا نسبة البطالة ارتفعت نسبة الجريمة ..
ومن أهم ما ورد في تلك الدراسة :-
1- تعد جريمة السرقة من أبرز الجرائم المرتبطة بالبطالة ، حيث تبلغ نسبة العاطلين المحكومين بسبب السرقة (27.1% ) من باقي السجناء المحكومين لنفس السبب ، وهذه النسبة بازدياد كل سنة .
2- وأكدت هذه الدراسة أيضاً أنه كلما ازدادت نسبة البطالة ازدادت الجرائم التي تندرج تحت الاعتداء على النفس ( القتل ، الاغتصاب ، السطو ، والإيذاء الجسدي ) حيث أوردت في هذه المقام نتائج دراسة أمريكية سابقة تؤكد أن ارتفاع نسبة البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية بمعدل (1%) يؤدي إلى الزيادة في جرائم القتل بنسبة (6.7% ) ، وجرائم العنف بنسبة (3.4%) ، وجرائم الاعتداء على الممتلكات بنسبة (2.4%) ولا يمكن القول أو الحكم هنا بأن البطالة هي السبب المباشر للجريمة وإلا صار كل عاطل وكل فقير مجرماً ، وهذا أمر مرفوض ولا يحتاج إلى أي تدليل عليه ، وإنما نقول وكما تشير الدراسات إلى أن البطالة تحتوي على بذور الجريمة إذا صاحبتها عوامل معينة بظروف معينة .


ثانياً : الجانب الاقتصادي
الإنسان هو المورد الاقتصادي الأول ، وبالتالي فإن أي تقدم اقتصادي يعتمد أول ما يعتمد على الإنسان بإعداده علمياً حتى يتحقق دوره في الإسهام في نهضة المجتمع .
وتضعف
البطالة من قيمة الفرد كمورد اقتصادي ، ويتحول كم من المتعطلين إلى طاقات مهدرة وبالتالي يخسر الاقتصاد هذه الطاقات ، كما أنهم يعدون عبئاً إضافياً على الاقتصاد القومي يسبب خسارة تتمثل في توفير الأجور لهؤلاء مع عدم وجود عمل فعلي يستحقون عليه هذا الأجر . (1)
ثالثاً : الجانب السياسي
نستطيع القول أنه في عالم اليوم لم تعد الحقوق والحريات العامة التقليدية كافية للحكم على ديمقراطية النظام السياسي بل ينضم إلى ذلك معايير اقتصادية واجتماعية كثيرة في هذا المجال ، ووجود
البطالة وآثارها من شأنه أن يخل بهذه المعايير . (2)
وكم أحرجت هذه المشكلة كثير من حكومات الدول وسياساتها ، ولا يخفى علينا ككويتيين مشكلة ( البدون ) التي تعاني منها دولة الكويت .
وليست هنا بصدد مناقشة هذه القضية أو طرح أسبابها وإنما أستطيع أن أقول أن مشكلة
البطالةhttp://btalaa.blogspot.com/ وآثارها ليست منها ببعيد ، فهي ككرة الثلج بدأت تتدحرج صغيرة حتى أصبحت قنبلة موقوتة بآثار لا تحمد عقباها إن لم تستدرك وتحل .
رابعاً : جانب الصحة النفسية
تؤدي حالة البطالةعند الفرد إلى التعرض لكثير من مظاهر عدم التوافق النفسي والاجتماعي ، إضافة إلى أن كثيراً من العاطلين عن العمل يتصفون بحالات من الاضطرابات النفسية والشخصية فمثلاً ، يتسم كثير من العاطلين بعدم السعادة وعدم الرضا والشعور بالعجز وعدم الكفاءة مما يؤدي إلى اعتلال في الصحة النفسية كما ثبت أن العاطلين عن العمل تركوا مقاعد الدراسة بهدف الحصول على عمل ثم لم يتمكنوا من ذلك يغلب عليهم الاتصاف بحالة من البؤس والعجز .
ويعد من أهم مظاهر الاعتلال النفسي التي قد يصاب بها العاطلون عن العمل :-
1- الاكتئاب : تظهر حالة الاكتئاب بنسبة أكبر لدى العاطلين عن العمل مقارنة لولئك ممن يلتزمون أداء أعمال ثابتة ، وتتفاقم حالة الاكتئاب باستمرار وجود حالةالبطالة عند الفرد ، مما يؤدي إلى الانعزالية والانسحاب نحو الذات ، وتؤدي حالة الانعزال هذه إلى قيام الفرد العاطل بالبحث عن وسائل بديلة تعينه على الخروج من معايشة واقعه المؤلم وكثيراً ما تتمثل هذه الوسائل في تعاطي المخدرات أو الانتحار .
2- تدني إعتبار الذات : يؤصد العمل لدى الإنسان روابط الانتماء الاجتماعي مما يبعث نوعاً من الإحساس والشعور بالمسؤولية ، ويرتبط هذا الإحساس بسعي الفرد نحو تحقيق ذاته من خلال العمل ، وعلى عكس ذلك فإن البطالة تؤدي بالفرد إلى حالة من العجز والضجر وعدم الرضا مما ينتج عنه حالة من الشعور بتدني الذات وعدم احترامها . (1)
خامساً : جانب الصحة الجسمية والبدنية
إن الحالة النفسية والعزلة التي يعانيها كثير من العاطلين عن العمل تكون سبباً للإصابة بكثير من الأمراض وحالة الإعياء البدني كارتفاع ضغط الدم ، وارتفاع الكولسترول والذي من الممكن يؤدي إلى أمراض القلب أو الإصابة بالذبحة الصدرية إضافة إلى معاناة سوء التغذية أو الاكتساب عادات تغذية سيئة وغير صحية .







ما هو الحل للمشكلة
ينبغي على الدولة أن تكثف الجهود للقضاء على غول البطالة، فتستعين بأهل الخبرة والاختصاص لمعالجة هذه المشكلة والتحول من الركود إلى الانتعاش ، وقد رأيت أن الترياق لهذه المشكلة ينحصر في عدة أمور أهمها :-
1- الاهتمام بتوجيه أموال الصدقات والهبات في توفير فرص عمل واكتساب المهارات اللازمة لسوق العمل .
2- التوسع في سياسات التدريب وإعادة التدريب للمتعطلين لمساعدتهم في تنمية مهاراتهم وقدراتهم .
3- تشجيع التقاعد المبكر حتى يتمكن توفير فرص عمل جديدة بدلاً من هؤلاء الذين أحيلوا إلى المعاش .
4- تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومشروعات القطاع غير الرسمي وإزالة كل ما يعترضها من عقبات .
5- التركيز على المشروعات والفنون الإنتاجية ذات الكثافة العمالية نسبياً .
6- اهتمام الحكومات بإقامة خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير فرص العمل الحقيقية أمام كل قادر وراغب فيه .
7- ترشيد عملية استخدام العمالة الأجنبية وذلك من خلال حصرها في مهن محددة .
8- تفعيل بعض الدول العربية لبرنامج يحث المواطن نفسه على القبول بالعمل البسيط فصرنا نسمع عن التكويت والسعودة والبحرنة .
9- العمل على تطبيق نظام الحد الأدنى للأجور وذلك لدفع مؤسسات القطاع الخاص لتوظيف القوى العاملة الوطنية .
10- أقامت دولة الكويت بصرف أموال للعاطلين الذين لم يجدوا فرص عمل وظيفية بواقع مائة دينار لمدة سنة ، سيقوم العاطل بدفعها للدولة بعد توظيفه .
11- إعادة النظر في مكونات سياسات التعليم والتدريب بحيث يلبي سوق العمل .
12- الاستفادة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة وذلك بخلق فرص عمل منتجة .
- تم بحمد الله وفضله –





منقول للافادة

مقال قمة فى الجمال (البطالة قنبلة موقوتة .. يبطل مفعولها الإسلام)

يقـول الله تعـالى فـي كتابـه:" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً" (الأحزاب21 )، فكل مؤمـن بالله متبع لرسوله صلى الله عليه وسلم أمامه طريق واحد وقدوة واحدة.
ولأن مواطن القدوة في سيد البشرية كثيرة فإذا أراد العابد أو الزاهد أو المجاهد أن يقتدي، فأعظم قدوة له هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . وإن كان كل ما في رسول الله حسن يستوجب التأمل والتأسي فإن الكلمات التي تكلمت بها السيدة خديجة رضي الله عنها تحتاج منا إلى وقفه. لقد قالت له السيدة خديجة، وهي في معرض التسرية عنه - تخفيفا لألام التكذيب به والمعاندة لدعوته- قالت له (إنك لتصل الرحم, وتقري الضيف, وتحمل الكل, وتكسب المعدوم, وتعين على نوائب الدهر, والله لن يخزيك الله أبداً).
ولقد تناولنا في إصدار سابق الصفة الأولى وهي صلة الرحم، كيف نطبقها عملياً في إصدار خاص بها وهو صلة الأرحام، ونتناول في هذا الإصدار الصفة الثانية وهي تكسب المعدوم. وإكساب المعدوم هو تحويل الأيدي العاطلة إلى أيدي منتجة من خلال وسائل عديدة علمنا إياها الرسول الكريم إما بقوله أو بفعله ولقد اقتدى بهدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم السابقون فأوجدوا مجتمعا غنيا عاملا لا مجتمعا فقيرا تأكل الحاجة عزته وكرامته حتى رأينا من ألجأته الحاجة إلى بيع دينه وشرفه.
إن مشكلة المشاكل التي أوجدها النظام غير الإسلامي الذي نعيشه هي البطالة ومهما حاولوا من خطوات لعلاج هذه المشكلة نجدها تبوء بالفشل لأن الله ( لا يصلح عمل المفسدين ) ولأن ( من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) لذلك على كل مسلم غيور على بلده ودينه أن يجتهد قدر استطاعته على إيجاد حل لهذه المشكلة ويكون رائده قول الله تعالى ( إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ..... ) وقوله ( قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ).
إن كثيرا منا يتفقد مواطن القدرة في رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمور الطاعة والعبادة، وكذا في مواطن الجهاد والسير، وما أحوجنا أن نتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم حينما وصفته السيدة خديجة قائلة ( إنك اتصل الرحم، وتقري الضيف، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الدهر، والله لن يخزيك أبداً) فعلينا أن نكسب المعدوم ولنتعرف على مواطن القدوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم في إكسابه المعدوم.

تكسب المعدوم


لقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الكامل لتشغيل البطالة وإيجاد فرصة عمل لمن يريد في مواضع عدة نسوق على سبيل المثال هذه الحادثة في الحديث التالي:

روى أصحاب السنن من حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه-: " أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبيصلى الله عليه وسلم: أما في بيتك شيء ؟ قال: بلى: حِلْسُ نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه الماء، قال: ائتني بهما، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: من يشتري هذين ؟ قال رجل: أنا آخذهم بدرهم، قال: من يزيد على درهم؟ مرتين أو ثلاثاً، قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري، وقال: اشتر بأحدهما طعاماً وانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدوما فائتني به... فشد فيه رسول الله عوداً بيده ثم قال: اذهب فاحتطب وبعْ.. ولا أرينًّك خمسة عشرة يوماً. فذهب الرجل يحتطب ويبيعن فجاءه وقد أصاب دراهم، فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما.." (رواه أبو داود, ح/1398).
في هذا الحديث نجد ما يلي:
أولا: حوَّل الرسول صلى الله عليه وسلم الرجل من سائل إلى منتج.
ثانيا: أوجد رأس مال المشروع من السائل نفسه ( باع شيئا من ممتلكات بيته ) حتى يحافظ الرجل على رأس مال المشروع.
ثالثا: هناك مساعدة خفية للرجل حيث بيع الحلس والقعب بأكثر من سعره المعتاد ( لذلك تردد الصحابة أن يشتروه بدرهمين).
رابعا: راعى الرسول صلى الله عليه وسلم الاحتياجات العاجلة للرجل وهي الطعام والشراب " اشتر بأحدهما طعاما وانبذه إلى أهلك ).
خامسا: عاونه في إنشاء المشروع ليشعره بالاهتمام بالأمر ( فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عوداً بيده ).
سادسا: اختار صلى الله عليه وسلم مشروعا مناسبا لإمكانيات الرجل البدنية والعقلية (اذهب فاحتطب وبع ).
سابعا: أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم الفترة الزمنية الكافية لتقييم المشروع ولا أرينَّك خمسة عشرة يوماً.
ثامنا: المتابعة للمشروع (فجاءه وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما.. ).
وهكذا نتعلم من حادثة واحدة كيف تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع البطالة وأوجد لها فرصة عمل تكفيه ذل السؤال. وقد وجه الرسول صلى الله عليه وسلم الأمة نحو العمل والسعي على الرزق وجعله بابا منن أبواب الطاعات وسببا من أسباب المغفرة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " من بات كالاً من عمل يده أمسى مغفورا له" وقال الرسول صلى الله عليه وسلم " هناك ذنوب لا تكفرها صلاة ولا زكاة ولا حج، قيل وما يكفرها يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: السعي على الرزق"وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عمل حلال ممدوح في الإسلام وقد امتهن الأنبياء مهن وحرف عديدة فمنهم من مارس التجارة مثل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومنهم من مارس الحدادة مثل نبي الله داوود عليه السلام ومنهم من قام برعي الغنم كنبي الله موسى عليه السلام ومنهم من كان بنَّاء مثل نبي الله إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وقد سار على هديهم ورثة الأنبياء من العلماء الربانيين فاشتهرت أسماء أمثال البزَّار والخوًّاص والقطَّان والزجَّاج وغيرهم.
وقد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم صناعات وحرف عديدة: ففي البخاري يقول رسول الله: " ما أكل أحدٌ طعاماً قَطُّ خيراً من عمل يده " (رواه البخاري، ح/1930). وقد سئل رسول الله:" أي الكسب أفضل؟ قال: عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور" (رواه أحمد، ح/16628) ومدح الزراعة قائلا " ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان إلا كان له به صدقة) ( رواه البخاري) وفي صحيح البخاري ومسلم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنْ يحطب أحدكم على ظهره خير من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه)(رواه البخاري، ح/1932 ).
وقد كان منادي عمر بن الخطاب ينادي كل يوم: أين الغارمون؟ أين الناكحون؟ أين المساكين؟ أين اليتامى؟ حتى أغنى كلا من هؤلاء "
وفي تاريخ الخلفاء يذكر السيوطي:" قال عمر بن أسيد: والله ما مات عمر حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول: اجعلوا هذا حيث ترون، فما يبرح حتى يرجع بماله كله، وقد أغنى عمر الناس"

البطالة قنبلة موقوتة


إن الله عز وجل اعتبر الإنسان نعمة وثروة وقال تعالى " َقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً. يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً. َيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً" (سورة نوح) " ولذلك فعد استغلال هذه الثروة تعتبر خسارة عظيمة، وكم من دول نظرت إلى شعبها على أنه ثروة واستفادوا منها فتقدمت واغتنت، وأقر بمثال على ذلك الصين ومن قبلها اليابان. فعدم الاستفادة من الثروة البشرية ليست خسارة بإهدار الطاقة فحسب ولكن البطالة تدفع الشباب إلى الفساد والانحراف.

يقول الشاعر: " إن الغنى والفراغ والجدا....مفسدة للشباب أي مفسدا "، فهذه الطاقة التي تعطلت لا بد وأن تجد لها منفذاً، فإن لم يوجد في الخير فالشر أحرى أن يفترس هذه الطاقة. فهؤلاء الشباب الذين يعانون من فرغ شديد ويدفعون دفعا إلى انحراف بعيد يقعون فريسة لوساوس الكفر بعد أن طمست بصيرتهم من شدة الفقر فالكفر والفقر صنوان استعاذ منهما الرسول العدنان صلى الله عليه وسلم قائلا " اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر".
إن البطالة تجعل الشباب أسيراً لروح اليأس فهي تقتل الأمل في نفس الشباب، فقد وجدوا من سبقهم قد كابدوا الليالي سهراً وتعبا وحصلوا على شهادات علية وبعدها وجدوهم بجيوب خاوية قد اجتمعوا في جماعات على المقاهي ونواصي الطرقات، وكثير من هؤلاء قد يدفع في لحظة يأس إلى الحرام فيقع في هوة سحيقة من تعاطي المخدرات وبعدها أصناف المحرمات وثالثة الأسافي ارتكاب الجرائم المروعة والتي وصلت إلى قتل الآباء والأمهات.
وإذا سالت نفسك ما هذا العري الفاضح وهؤلاء البنات الذين هم من أصول طيبة وعائلات قد انحرفوا إلى عرض أجسادهم على كل راحٍ وآت، فلا تحير نفسك في الجواب فالفقر بسبب البطالة هو السبب ولا عجب. ماذا تقول لفتاة تجد المرض يفتك بأبيها وأخوتها الصغار يتضورون جوعا وإخوانها من الشباب لا يجدون عملا وحبائل الشيطان تنسج من حولها لتبيع شرفها، ودافع الثمن من أبناء المليارديرات موجود وأموال البنوك تمد لهؤلاء بكل جود بينما الفقير على فقره محسود.
ثم ماذا تقول لشاب بعد كثرة علم وتعلم يجد نفسه ساعياً أو خادماً بجنيهات قليلة في ساعات عمل عديدة لأنه لا يجد غير ذلك، وليت الأمر عند ذلك بل يسام الإهانات ألواناً وأشكالاً ويشر معاني الذل والهوان.
إن البطالة سبب لكثير من مظاهر المرض الذي يعصف ببلدنا ولذلك فقد نبه الرسول إلى أهمية استفراغ جهد الإنسان في عمل مفيد فقال ( النفس إذا أحرزت قوتها استقرت ) فكل نفس لها مواهب ومواطن قوة سواء حرفية أو مهنية أو إدارية أو بحثية، فإذا وضعت هذه النفس في غير موطن قوتها وتميزها أو لم تفرغ قوتها من أساسه فيكون عدم الاستقرار وكثرة المشاكل. وقد نبه سيدنا عمر بن الخطاب أحد ولاته على هذا المعنى ناصحا له بتوفير فرص عمل لرعيته قائلا ( إن لم تشغلهم بطلب الحلال شغلوك بطلب المعصية ).

الإسلام يعالج مشكلة البطالة ويمنع ظهورها


وقد عالج النظام الإسلامي مشكلة البطالة وقطع دابرها بعدة إجراءات ووسائل منها:

1)أوجد الدافع الذاتي لدى الإنسان للعمل وجعل السعي على الرزق عبادة تكفر بها الذنوب
2) نهى عن السؤال والعيش عالة على الغير وقال صلى الله عليه وسلم " لا تصح المسالة لغنى أو لذي مرة " وقال عمر بن الخطاب لعابد في المسجد ينفق عليه أخوه " أخوك اعبد منك "
3) ربط الرزق بالسعي عليه قال تعالى" فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه " وقال صلى الله عليه وسلم " لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتعود بطانا "، وجعل الله تعالى الرزق بيده حتى لا ييأس أحد في طلبه.
4) جعل من مسئولية الحاكم والمسئول أن يوفر فرص عمل لرعيته, يقول صلى الله عليه وسلم " كلكم راع وكلم مسئول عن رعيته " وقال عمر بن الخطاب لأحد ولاته " إن الله استعملنا على الناس لنوفر حرفتهم ونستر عورتهم ".
5) أوجد الإسلام نظاما ماليا يمنع تكدس الثروة في أيدي قلة من الناس حتى لا تمنع نمو مشاريع صغيرة وظهور كفاءات جديدة ومن أمثلة هذه التشريعات:
• تشريع الميراث ليوزع الثروة
• تحريم الاحتكار والربا
• تحريم الأعمال التي تدر دخلا دون عمل مثل القمار
كما ضمن الإسلام تمويلا ذاتيا للفقراء لإيجاد فرص عمل لهم من خلال تشريع الزكاة والصدقات والوقف وغيرها، وأوجد مواسم رواج للتسويق والتسوق مثل موسم الأعياد والحج وغيرها.
وحتى يأتي اليوم الذي يطبق فيه النظام الإسلامي كاملا غير منقوص فتسعد البشرية، لا بد لنا من أدوار عملية لمكافحة البطالة نقتدي فيها بخير البرية الرسول صلى الله عليه وسلم وسوف نطرح جانبا من هذه الصور العملية.

أكسب المعدوم بصدقة السر


يقول المعصوم صلى الله عليه وسلم " صدقة السر تطفئ غضب الرب " وصاحب صدقة السر يفوز بظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله ويقول صلى الله عليه وسلم " سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله.... ورجل تصدق بصدقة أخفاها فلا تعلم يمينه ما أنفقت شماله " وصدقة السر قد لا يعلمها إلا منفقها وآخذها ولكن هناك صدقة سر أكثر خفاء وهي التي لا يعلمها إلا من أنفقها يحتسب فيها علم الله بها.

وقد قيل أن صدقة السر أحيانا في البيع والشراء وفي عصرنا قد يكون أيضا في استعمال عامل لا لشيء إلا لإعطائه مالا مقابل عمل تسد به حاجته وتحفظ له كرامته ولذلك يمكنك أن تنوى صدقة السر وإنما الأعمال بالنيات. وفي هذه الصدقة تكسب معدوما فتنال ثوابا كثيرا من عمل واحد وأمثلة ذلك...
1) كلف واحدا بعمل ما قد تستطيع أن تؤديه أنت ولكن تقصد بهذا إعطائه أجرا يكفيه مذلة السؤال ومن أمثلة ذلك
• عامل أو عاملة نظافة لمنزلك أو محل عملك
• سائق خاص
• وظيفة جديدة: مثلا إن كنت طبيبا ورزقك الله في عيادتك، فَلِمَ لا تجعل اثنين في الاستقبال بدلا من واحد وكلٌ يأتيَ برزقه.
• عامل حراسة إضافي.
• محاسب إضافي.
والأمثلة كثيرة لمن أراد أن يفتح باب رزق لمحتاج وسوف يرزقك الله برزقه ويجعلك سببا في سعادته رغم أن الرزاق هو الله.
2) تعمد أن تشتري من صاحب مشروع جديد أو من تاجر بسيط واجتهد أن تترك له ما تبقى إن أمكن إن كان ذلك مناسبا للبائع، وقد يقف بائع متجول يبيع للسيارات مستلزماتها أو بائعة تقف بشيء من التجارة " مثل الخضروات " وهي تسعى على أيتام من ورائها فاجتهد أن تشتري من هؤلاء تقصد إكرامهم وفتح باب ربح لهم، ولا تجعل للشيطان سبيلا إلى نفسك أن بعضهم قد يغالي في ثمن بضاعته فقد تكون هذه المغالاة بضع قروش تمثل دخلا له ولا تمثل شيئا لك.
3) ولابد أن تشجع المنتج الوطني حتى لو كان أقل جودة وأغلى سعرا، فمع الوقت سيكون أعلى جودة وأقل سعرا، لأنك بتشجيع منتج بلدك أو بلاد المسلمين معناها مصانع مفتوحة وأيدي تعمل بها تكسب من حلال. يقول صلى الله عليه وسلم ( لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي ) فعليك أن تضع قرشك في يد مسلم تكون قوته قوة لك ولا تضع قرشك في يد من قوته حربةً موجهة إلى صدرك.

اجعل علمك في خدمة دينك ولإرضاء ربك


يقول صلى الله عليه وسلم " إذا مات بن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له " وهنا ذكرت كلمة علم نكره لتفيد الشمول، فكل علم نافع للبشر يسعدهم في دنياهم هو في ميزان حسنات من علم هذا العلم ولذا قد يكون هذا العلم، تعليم حرفة، أو إكساب مهارة، أو توريث خبرة.

وللأسف من موانع نشر العلم بأنواعه وخاصة العلم الذي يكون سببا في الرزق، أن يخاف المعلم أن يكتسب المتعلم الحرفة فيزاحمه في رزقه وهذا مخالف لعقيدة المسلم الذي يعتقد أن كل نفس لها رزقها وأجلها ولا يأخذ أحد رزق أحد، يقول صلى الله عليه وسلم:" لن تموت نفس حتى تستوفى رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب "، ويقول الله تعالى " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" ( البقرة268)، فقد يخوفك الشيطان فوات رزقك لأن غيرك قد يتعلم منك ويكون " منافسا لك " ولكن الله يعدك بركة وفتحا في الرزق إن كنت سببا في إسعاد غيرك، يقول صلى الله عليه وسلم " الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه " ولذلك عليك يا من اطمأن قلبك بالإيمان أن تقوم بما يلي:
إن كنت صاحب حرفة فاجتهد أن تكون قبلة لمن يربد التعلم وقد يكون ذلك على شكل تدريب عملي معك أو دورة تدريبية تشارك فيها من خلال جمعية خيرية أو مركز شباب أو خلافه ويمكنك أن تكون ساعيا في الخير لأن "خير الناس أنفعهم للناس" فتكون وسيطا بين صاحب الحرفة ومن يريد تعلمها ويشمل هذا عدة مجالات:
¨ دورات تدريبية تنظمها جهات رسمية مثل التدريب المهني
¨ دورات صناعات غذائية تنظمها كليات الزراعة ومعاهد الكفاية ومراكز متخصصة
¨ دورات صناعات منزلية مثل الحياكة وأنوال السجاد
¨ دورات حرفية تخصصية مثل صيانة المحمول – صيانة الكمبيوتر – صيانة الأطباق الفضائية ومستلزماتها.
¨ دورات تعليمية تكسب صاحبها علما تخصصيا مثل دورات جليس المسن تهيئ صاحبها لمجالسة وخدمة المسن ـ دورات مربى الأطفال ـ دورات تدريبية في مجال التسويق والعلاقات العامة والإدارة. والمجالات في هذا الباب كثيرة وتحتاج إلى:
• معلم يريد أن يمد الله في أثره بتعليم علم ينتفع به.
• متطوع ينظم الجهود وينسق الرغبات ليكون خيرا لناس " خير الناس أنفعهم للناس "
• تمويل من أهل الخير لمصاريف أساسية يستلزمها كل نشاط على حدة.
• وقد يقوم بالأدوار كلها من شرح الله صدره من أصحاب الأعمال وخاصة الصناعية منها بفتح قسم للتدريب يدرب فيه عمالا لتكون لهم حرفة يمتدحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بها ( إن الله يحب المؤمن المحترف ) وتكون سببا لرزق الله لهم.

اجعل تجارتك رابحة في الدنيا والآخرة

وساهم بها في إيجاد فرصة عمل

لقد جاء الإسلام وأرسى أسسا أخلاقية لكل شيء فالسياسة محكومة بالأخلاق وكذلك التجارة فأساس رواجها وتنزيل رحمة الله بها هي مجموعة من الأخلاق الحميدة يتخلق بها صاحب التجارة يقول صلى الله عليه وسلم " رحم الله امرئ سمحا إذا باع وسمحا إذا اشترى وسمحا إذا اقتضى"

وقال صلى الله عليه وسلم " أفضل الكسب عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور" فليس أي بيع ولكنه البيع الذي فيه بر وهذا البر يشمل الرحمة والشفقة والصدق والصدقة وقد أورد د.يوسف القرضاوى في كتابه القيم " الإيمان والحياة " قصة الزائر الغربي الذي جاء إلى مصر وقد اندهش من مواقف عديدة منها أن صاحب المتجر إذا جاءه مشتري في صباح يوم ما ثم جاءه الثاني فإنه يقول له اذهب إلى جاري فلان فاشتري منه حتى يأخذ " الاصطباحة" أي حتى يرزق رزق الصباح: هذا حدث في الأربعينات من القرن الفائت ولكن في هذه الأيام يحدث ما يحدث من تنافس غير شريف وسعار في تحصيل المال والإضرار بالغير.
ولذلك علينا أن نعود بأخلاق التجارة إلى ما أراده الرسول صلى الله عليه وسلم من تجارة رابحة في الدنيا والآخرة يقول صلى الله عليه وسلم " التاجر الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداء " فإذا كنت من أصحاب تجارة كبيرة... فهل يمكنك أن تجعل تجارتك بابا من أبواب فنح فرص عمل لكثير من العاملين أو تحسين دخل لغير القادرين.
إن الأمر بسيط ألا وهو أن تجعل جزءا من صدقاتك أو زكاة مالك عبارة عن جزء من تجارتك تعطيها كمشروع صغير لمبتدئ في هذا المجال وتراعي ما يلي:
1) أن تعطيه من الأصناف التي عليها إقبال وبيع وشراء وليس من الأصناف الراكدة
2) أن تمنحه بعض النصائح من واقع خبرتك في مجال عملك.
3) أن تعطيه السلعة بسعر مناسب حتى يحقق البائع الجديد هامش ربح مناسب له.
4) أن تنظر المعسر وتمهل المتأخر. يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( أن رجلا فيمن قبلكم وقف للحساب وحاسبته الملائكة فوجبت له النار فقال تعالى للملائكة انظروا لعبدي حسنة وهو أعلم، فسألت الملائكة الرجل: أما من حسنة كنت تعملها ؟ قال الرجل نعم كانت لي تجارة وكان لي غلمان فكنت أبعثهم لتحصيل المال وأقول لهم إذا وجدتم معسرا فتجاوزوا عنه. فقال الله تعالى " أنا أحق بالتجاوز عنه " وأمر ملائكته بالتجاوز عنه وإدخاله الجنة).
5) أن تتابعهم وتسأل عنهم وتعينهم وتنصحهم فهذا مشروعك مع الله في التجارة الرابحة.
ويشمل هذا المجال من كان له تجارة بقالة وخاصة الجملة وتجارة الملابس وغيرها ومن له تجارة مستلزمات البناء وغيرها وهذا المجال مفتوح لكل راغب في الخير ليساهم في علاج مشكلة البطالة متأسيا بسيد البرية محمد.

نعم المال الصالح للرجل الصالح


لقد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم المال حينما يكون في أيدي صالحة تكتسبه من حلِّه وتنفقه في محلِّه. وقد فرض الله تعالى في المال زكاة هي زكاة النقدين وعروض التجارة وغيرها كما أن في المال حق سوى الزكاة مثل الصدقات والوقف وغيرها.

والمشروعات الصغيرة أو المتناهية في الصغر تحتاج إلى تمويل مالي من الزكاة والتبرعات والصدقات والهبات والقرض الحسن. لذلك عليك أخي المسلم أن تجعل لهذا المجال" مجال المشروعات الصغيرة للفقراء " جزءا من نفقتك في الخير ويكون هذا الجزء من أبواب الخير الكثيرة التي تنوى بها التقرب إلى الله ومنها:
1) إخراج زكاة المال يقول الله تعالى في وصف المؤمنين ( الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ومما رزقناهم ينفقون )
2) ثواب القرض الحسن: يقول صلى الله عليه وسلم " رأيت مكتوبا على ساق العرش الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر "
3) ثواب الصدقة: وقال تعالى " مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " (البقرة261 ) مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء ). يقول صلى الله عليه وسلم " ما نقص مال من صدقة " وقال صلى الله عليه وسلم ( داووا مرضاكم بالصدقة ) .
وأحيانا للحفاظ على المال ولضمان الجدية لمن يقام له المشروع الصغير، قد يعطي صاحب المشروع المال على صور عديدة تضمن الجدية ومنها:
- إعطاؤه المال كقرض حسن يرد بعد زمن محدد.
- نظام المشاركة المنتهية بالتمليك.
- البيع بالأجل البعيد مع وجود فترة سماح كافية.
- نظام التأجير الشرائي.
وغيرها من النظم التي يعلمها المحاسبون المتخصصون،وإليك بعض الأمثلة للمشروعات الصغيرة والتي تختلف من مكان إلى آخر...
1) مبرد عميق ( ديب فريزر ) لبيع المجمدات.
2) تجارة محدودة ( خضروات – فواكه – أحذية – ملابس ).
3) دراجة بخارية ( تستخدم كوسيلة مواصلات مؤجرة في بعض الأماكن ).
4) ماكينة خياطة أو تطريز.
5) نول منزلي لصناعة السجاد.

الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يمتدح الأسرة المنتجة


لأن الإسلام دين حياة وفي مقومات الحياة السعيدة المال الصالح لذلك مدح الرسول صلى الله عليه وسلم الأسرة التي تستفيد من جهدها البشري في الإنتاج وتحسين الدخل.

يقول صلى الله عليه وسلم ( نعم المغزل للمرأة في بيتها ) أي أفضل مغزل هو الذي يكون للمرأة في بيتها فتنتج به ما يبيعه الزوج ليعود بالنفع على البيت. وحينما جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو الفقر فقال له صلى الله عليه وسلم تزوج فلما تزوج ازداد فقرا فجاء للرسول صلى الله عليه وسلم فقال له صلى الله عليه وسلم للمرة الثانية تزوج وتكرر الأمر أربعة مرات حتى جاء الرجل بعد الزوجة الرابعة وقد أغناه الله.. فماذا حدث؟ لقد كانت المرأة الرابعة تجيد الغزل فعلمت ضرائرها صناعة الغزل وكان الزوج يتاجر بمنتجاتهن ففتح الله عليه وعليهن.
وقد كانت زوجة بن مسعود امرأة صناع تجيد الغزل وتنفق على زوجها وأيتام في حجرها وسألت صلى الله عليه وسلم فلم يعب عليها انشغالها بالعمل داخل البيت بل مدح لها فعلها.
وقد قامت في عصرنا الحديث نهضات صناعية كثيرة اعتمدت في بدايتها وحتى الآن على الأسر المنتجة. مثال ذلك الصين الشعبية في عصرنا الحالي.
ولذلك علينا أن نحول البيت إلى خلية نحل تنج وتعمل أو على الأقل تقتصد ولا تستهلك.والأسر المنتجة ليست علاج للبطالة فحسب بل هي علاج لمحدودي الدخل وتربية للنشء على احترام قيمة العمل.
وتشجيع الأسر المنتجة بشراء منتجاتها أو التسويق لها نوع من أنواع القربات إلى الله تعالى بنوايا عديدة تشمل إعانة العبد، وصدقة السر، والسير في حاجة المسلم، وتفريج الكرب، وإكساب المعدوم
وهناك أمثلة عديدة لمشاريع الأسر المنتجة ومنها حياكة ملابس الأطفال، وملابس النساء، حياكة أغطية المفارش،صناعة المخللات والمربات، صناعة بعض الحلوى، صناعة أغذية نصف مطهية، تطريز لوحات ومفروشات .... وغيرها.

وصايا عملية


1) اجتهد أن تعلم أبنائك حرفة ما حتى لو لم يعملوا بها.

2) اكتشف فيمن حولك قدراتهم وميولهم واصقلها بالتدريب العلمي حتى تكون له فرصة في سوق العمل.
3) حاول أن تنتج جزءا كبيرا من مستلزمات بيتك حتى لو لم تتاجر بها "صناعة المربات – المخللات ".
4) تذكر في البيع والشراء السماحة وصدقة السر.
5) إذا فتح بجوارك مشروع صغير فبادر بتشجيعه والشراء منه.
6) اجتهد أن تشتري منتجك الوطني.
7) افتح باب رزق لمحتاج سيفتح الله عليك أبواب رزق كثيرة.
8) اجعل جزءا من نفقتك في سبيل الله في تشغيل البطالة.
9) كن وسيطا بين صاحب عمل ومحتاج إلى عمل.
10) اعلم أن البطالة تضرك في دنياك وأخراك وعلاجها صلاح في الدنيا وثواب في الآخرة.



د. أمير محمد بسام النجار

مدرس يجامعة الأزهر الشريف

طرق علاج مشكلة البطالة للشباب

شرُّ شرٍّ يهدد الإنسانيةَ هو وجود عاملٍ عاطلٍ، وهو في أشدِّ الحاجةِ إلى العملِ وقادر عليه، حتى يستطيع الإنفاق على مطالبِ الحياة ويسهم في عمارةِ الأرض، وعبادة الله، وحماية نفسه من صورِ الفساد الأخلاقي والاجتماعي والسياسي.



وتنشأ مشكلة البطالة عندما لا يلتزم الإنسانُ بالفطرةِ السجِيَّةِ التي خلقه الله عليها، أو أنه يسيءُ استخدامَ ما سخَّره الله له من نعم، أو ينحرف عن الرشد في استغلالِ الموارد البشرية والطبيعية، فالإنسانُ هو سبب هذه المشكلة، ولن تحل هذه المشكلة إلاَّ من خلالِ الإنسان الرشيد الذي يُطبق أحكام ومبادئِ الشريعة الإسلامية.




ومن مخاطر مشكلة البطالة أنها تُحطِّم الجوانب المعنوية والنفسية للإنسان، وتُسبب ارتباكًا وخللاً في الأسرة، كما أنَّ لها العديدَ من الآثارِ السياسية السيئة، حيث تُسبب خطرًا على استقرارِ الحكم.




وتأسيسًا على ما سبق، فإنَّ التصدي لها يعتبر من الضرورياتِ الشرعية، والواجبات الدينية، والمسئولية الوطنية، وهي قضية ولي الأمر والمجتمع بأَسْرِهِ، سواء بسواء، ولكن كيف تُعالج هذه المشكلةُ بالفعل والعمل وليس بالقول والأمل؟ هذا ما سوف نتناوله في هذه الدراسةِ بإيجاز؟




مشكلة البطالة في متاهات الأقوال والوعود


يختلف علاج مشكلة البطالة باختلاف أيديولوجية النظام السياسي والاقتصادي، ويرى أنصارُ النظامِ الرأسمالي الحُرِّ أنه يقع على القطاع الخاص مسئولية إيجادِ فرصِ عملٍ، ويكون دور الدولة في هذا الصدد محدودًا، ومن سياسةِ الحكومة دعمُ هذا القطاع ومساعدته، أو التيسير عليه لينطلق لاستيعاب العاطلين، فهل نجح هذا الفكر في علاجها؟ للأسف لا، كما يرى أنصار النظام الاشتراكي أنَّ على الدولةِ مسئوليةَ علاجِ مشكلةِ البطالةِ من خلال القطاع العام.. فهل نجح هذا الفكر في علاجها؟




لقد ظلَّت مشكلة البطالة في مصر في متاهاتِ المفاهيم والشعارات والوعود والأوهام، فقد سارت الدولة أخيرًا في طريقِ النظام الرأسمالي الحر، ووضعت خطةً للإصلاح الاقتصادي؛ والذي يقوم على الخصخصة، ولقد أسفرت تلك الخطة عن مضاعفاتٍ سيئةٍ لموضوع التشغيل؛ حيث توقَّف دور الدولة عن إيجاد فرصٍ للعاطلين، كما أخفق القطاع الخاص في استيعابِ العاطلين، وضاعف من مشكلةِ البطالة والكساد الاقتصادي والجات والعولمة، وسيطرة فئة من رجالِ الأعمال على النشاط الاقتصادي، ولهذا مظاهره؛ نُبينها في البندِ التالي.


مظاهر ومخاطر مشكلة البطالة في مصر


من مظاهر تلك المشكلة في الواقع العملي في مصر ما يلي:


- ضعف الاستثمارات القومية الموجَّهَةِ إلى المشروعات الاستثمارية الجديدة لاستيعابِ العاطلين، وتقلص هذا البند من ميزانيةِ الدولة.




- عدم الرشد في الخصخصةِ، وظهور ضحايا المعاش المبكرِ الذين لا يجدون أيَّ عملٍ سوى المقاهي، والجلوس أمام التلفاز.






- الكساد الذي يُواجه القطاع الخاص، وفشله في تشغيلِ العاطلين.




- تركيز معظم القطاع الخاص على المجالاتِ التي لا تستوعب عددًا كبيرًا من العاطلين، والمعيار هو الربحية العالية واسترداد رأس المال بسرعة.




- التضييق على فرصِ العمل في دول الخليج، وتفضيل العمالة الهندية والباكستانية ونحوها، بل ينهون خدمات ما بقى لديهم من المصريين.




- العائدون من العراقِ بسبب الحرب، ولا يجدون عملاً.




- انخفاض معدل الادخار بسبب الفقر، وبالتالي ضعف الاستثمار في مشروعاتٍ استثماريةٍ جديدةٍ لأسبابٍ شتَّى منها: ارتفاع الأسعار، والحياة الضنك.




- اتجاه الاستثمارات الأجنبية في معظمها نحو مشروعاتِ الكمالياتِ والمظهرياتِ والمضارباتِ، والتعامل في سوقِ الأوراق المالية.




- الانفتاح الاستهلاكي السيء مثل كنتاكي، وماكدونالدز، والملاهي، والمصايف، وما في حكم ذلك.




وتأسيسًا على ما سبق، يجب على الحكومةِ الجديدةِ أن تُركِّز على الأفعالِ والأعمالِ، وليس على البياناتِ والشعاراتِ والوعود والآمال، هل نحن قوم عمليون؟ وهل تستطيع الحكومة أن تقلل الفجوةَ بين الواجبِ والواقع؟ نحن لسنا في حاجةٍ إلى مزيدٍ من التحليلِ والتشخيصِ والبحث عن الإحصائيات، ولكن نحن في حاجةٍ إلى برامجَ تنفيذيةٍ كما أمرنا الله سبحانه وتعالى بذلك في قوله: ﴿وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ (التوبة: من الآية 105)، يجب أن تعيَ الحكومةُ الجديدةُ أنَّ قضيةَ البطالةِ من القضايا التي تتأثر مباشرةً بالمشاكلِ الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليمية؛ ولذلك تحتاج إلى النظرةِ الشاملةِ لكافةِ محاورها، ودراسة العلاقات السببية بينها وبين المشاكل الأخرى.. ويُثار السؤال: هل الإسلامُ هو الحل؟ وهل يوجد لدى علماء الاقتصاد الإسلامي برنامج لعلاج هذه المشكلة

مشكلة البطالة فى مصر بين الواجب والواقع وبين الأقوال والأفعال


مشكلة البطالة فى مصر
بين الواجب والواقع وبين الأقوال والأفعال

إعـــــــــداد


دكتور / حسين حسين شحاتة

الاستشاري بـجــــامــعــــة الأزهــــــر

خبير استشاري فى المعاملات المالية الشرعية

 =======================================


 
 مشكلة البطالة فى مصر
بين الواجب والواقع وبين الأقوال والأفعال

إعـــــــــداد

دكتور / حسين حسين شحاتة

الاستشاري بـجــــامــعــــة الأزهــــــر

خبير استشاري فى المعاملات المالية الشرعية
u - البطالة أشر شر يواجه الإنسان .
أشر شر يهدد الإنسانية هو وجود عامل عاطل ، وهو فى أشد الحاجة إلى العمل وقادر عليه, حتي يستطيع الإنفاق على مطالب الحياة ويساهم فى عمارة الأرض, وعبادة الله, وحماية نفسه من صور الفساد الأخلاقي والاجتماعي والسياسي .
وتنشأ مشكلة البطالة عندما لا يلتزم الإنسان بالفطرة السجية التى خلقه الله عليها ، أو أنه يسئ استخدام ما سخره الله له من نعم ، أو ينحرف عن الرشد فى استغلال الموارد البشرية والطبيعية ، فالإنسان هو سبب هذه المشكلة، ولن تحل هذه لمشكلة إلاّ من خلال الإنسان الرشيد الذى يطبق أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية.
ومن مخاطر مشكلة البطالة أنها تحطم الجوانب المعنوية والنفسية للإنسان ، وتسبب ارتباكاً وخللاً فى الأسرة ، كما أن لها العديد من الآثار السياسية السيئة حيث تسبب خطراً على استقرار الحكم .
وتأسيساً على ما سبق فإن التصدى لها يعتبر من الضروريات الشرعية والواجبات الدينية ، والمسئولية الوطنية ، وهى قضية ولى الأمر والمجتمع بأسره ، سواء بسواء ، ولكن كيف تعالج هذه المشكلة بالفعل والعمل وليس بالقول والأمل هذا ما سوف نتناوله فى هذه الدراسة بإيجاز؟
u -  مشكلة البطالة فى متاهات الأقوال والوعود
يختلف علاج مشكلة البطالة باختلاف أيديولوجية النظام السياسى والاقتصادى ، وفيرى أنصار النظام الرأسمالى الحر أنه يقع على القطاع الخاص مسئولية إيجاد فرص عمل ويكون دور الدولة فى هذا الصدد محدود، ومن سياسة الحكومة دعم هذا القطاع ومساعدته أو التيسير عليه لينطلق لاستيعاب العاطلين, فهل نجح هذا الفكر فى علاجها ؟ للأسف لا كما يرى أنصار النظام الاشتراكي أن على الدولة مسئولية علاج مشكلة البطالة من خلال القطاع العام فهل نجح هذا الفكر فى علاجها؟
لقد ظلت مشكلة البطالة فى مصر فى متاهات المفاهيم والشعارات والوعود والأوهام, فقد سارت الدولة أخيراً فى طريق النظام الرأسمالى الحر ، ووضعت خطة للإصلاح الاقتصادى والذى يقوم على الخصخصة ، ولقد أسفرت تلك الخطة عن مضاعفات سيئة لموضوع التشغيل حيث توقف دور الدولة عن إيجاد فرص للعاملين ، كما أخفق القطاع الخاص فى استيعاب العاطلين ، وضاعف من مشكلة البطالة والكساد الاقتصادي والجات والعولمة وسيطرة فئة من رجال الأعمال على النشاط الاقتصادي ولهذا مظاهره نبينها فى البند التالى.
u -  مظاهر ومخاطر مشكلة البطالة فى مصر
من مظاهر تلك المشكلة فى الواقع العملى فى مصر ما يلى :
C     ضعف الاستثمارات القومية الموجهة إلى المشروعات الاستثمارية الجديدة لاستيعاب العاطلين وتقلص هذا البند من ميزانية الدولة .
C     عدم الرشد فى الخصخصة وظهور ضحايا المعاش المبكر الذي لا يجدون أى عمل سوى المقاهى والجلوس أمام التلفاز .
C              الكساد الذى يواجه القطاع الخاص وفشله فى تشغيل العاطلين.
C     تركيز معظم القطاع الخاص على المجالات التى لا تستوعب عدداً كبيراً من العاطلين، والمعيار هو الربحية العالية واسترداد رأس المال بسرعة .
C     التضييق على فرص العمل فى دول الخليج ، وتفضيل العمالة الهندية والباكستانية ونحوها ، بل ينهون خدمات ما بقى لديهم من المصريين .
C              العائدون من العراق بسبب الحرب، ولا يجدون عملاً .
C     انخفاض معدل الادخار بسبب الفقر وبالتالى ضعف الاستثمار فى مشروعات استثمارية جديدة لأسباب شتى منها ارتفاع الأسعار والحياة الضنك .
C     اتجاه الاستثمارات الأجنبية فى معظمها نحو مشروعات الكماليات والمظهريات والمضاربات والتعامل فى سوق الأوراق المالية .
C              الانفتاح الاستهلاكي السئ مثل كنتاكى وماكدونالدز والملاهى والمصايف وما فى حكم ذلك.

وتأسيساً على ما سبق ، يجب على الحكومة الجديدة أن تركز على الأفعال والأعمال وليس على البيانات والشعارات والوعود والآمال ،هل نحن قوم عمليون؟ وهل تستطيع الحكومة أن تقلل الفجوة بين الواجب والواقع؟,  نحن لسنا فى حاجة إلى مزيد من التحليل والتشخيص والبحث عن الإحصائيات .. ولكن نحن فى حاجة  إلى برامج تنفيذية : كما أمرنا الله سبحانه وتعالى ذلك فى قوله ]وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ[،(  يجب أن تعى الحكومة الجديدة أن قضية البطالة من القضايا التى تتأثر مباشرة بالمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليمية ولذلك تحتاج إلى النظرة الشاملة لكافة محاورها ودراسة العلاقات السببية بينها وبين المشاكل الأخرى .
 ويثار السؤال : هل الإسلام هو الحل؟ وهل يوجد لدي علماء الاقتصاد الإسلامي برنامج لعلاج هذه المشكلة؟
u -  المنهج الاقتصادي الإسلامي لعلاج مشكلة البطالة
يقوم المنهج الاقتصادي الإسلامي لعلاج مشكلة البطالة على المفاهيم والأسس الآتية:
C     تنمية الباعث والحافز على العمل بصرف النظر عن التأهيل العلمى والوضع الاجتماعى باعتبار أن العمل عبادة / شرف / قيمة / عزة كما قال رسول الله (e) للصحابي الذي جاء يطلب الصدقة:" اذهب واحتطب ", (المنهج التربوي لإيجاد العامل ذو القيم والأخلاق) .
C      تطبيق الصيغ الإسلامية لتمويل المشروعات الصغيرة والقائم على المشاركة وليس الفائدة ، وهذا هو الاتجاه العالمى الآن (المنتجات الاستثمارية الإسلامية) .
C     إنشاء مراكز التدريب المهنى والحرفى تحت رعاية المنظمات والمؤسسات غير الهادفة للربح مع إعطاء بعض الآمال لدعم المتفوقين لتمويل مشروعاتهم بنظام القرض الحسن أو المشاركة (التدريب الفعال) .
C      الاهتمام بنظام الزكاة والقرض الحسن والهبات والوصايا والوقف لدعم مشروعات علاج البطالة (دور المؤسسات الخيرية الاجتماعية) .
C     تجنب الإسراف والتبذير على المستوى القومى فى النفقات العامة فعلى سبيل المثال توجيه النفقات العامة فى مجال الكماليات والترفيهات وتوجيهها لتمويل المشروعات الصغيرة (ترشيد النفقات العامة).
C    دعم سبل التعاون من خلال الإخوة بين الدول العربية والإسلامية وتطبيق قول الله تبارك وتعالى : " وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى " (السوق العربية الإسلامية المشتركة).
C     توجيه البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية لدعم مشروعات التى تستوعب أكبر عدد من العاطلين البطالة (دور المصرفية الإسلامية فى تمويل المشروعات الاستثمارية) .
C              حماية المشروعات الموجهة لعلاج البطالة من اتفاقيات الجات بقرار جمهوري .
C      إلغاء كافة أنواع الرسوم والضرائب والإكراميات والرشوة التى تعوق مشروعات علاج البطالة (ترشيد الضرائب).
هل يمكن للحكومة الجديدة أن تستفيد من هذا المشروع الاقتصادي الإسلامى لعلاج مشكلة البطالة وتؤمن بقول الله عز وجل:] أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ[ ؟
u -   وجوب النظرة الشاملة إلى مشكلة البطالة :
لا ينبغى التصدى لقضية البطالة بانعزال عن العديد من القضايا والمشاكل القومية الأخرى ، ومنها على سبيل المثال ما يلى:
Ä       قضية التربية والتعليم .
Ä      قضية الضرائب .
Ä       قضية حوافز الاستثمار والتمويل .
Ä       قضية القطاع الخاص والخصخصة .
Ä       قضية العولمة والجات .
Ä       قضية الهجرة .
Ä       قضية التكامل والتعاون بين الدول العربية .
Ä       وهكذا .
وتأسيساً على ذلك يجب أن يكون هناك إصلاحاً شاملاً للقضايا السابقة بالتوازى مع قضية البطالة ، بمعنى أن توضع استراتيجيات متكاملة ومتناغمة فى كافة محاور القضية من منظور عملى فى ضوء الواقع والإمكانيات ، بمعنى أنه يجب أن تعالج هذه القضية من منظور عملى تنفيذى وليس من منظور الدراسات والبحوث والمحاضرات والندوات ... ولا يعنى ذلك التقليل من أهميتها بل يجب أن يحول كل هذا إلى برامج عمل موضوعية قابلة للتطبيق فى ضوء الإمكانيات المتاحة وفى ضوء استراتيجيات وآليات التنفيذ .

u -   السياسات الاستراتيجية لعلاج قضية البطالة .
من أهم السياسات الواجب إعادة النظر فيها لتساهم فىعلاج قضية البطالة ما يلى :
C سياسة التعليم : والتركيز على التعليم المهنى والحرفى فى ضوء متطلبات سوق العمل .
C سياسة التمويل : توجيه الاستثمار نحو المشروعات التى تستوعب أكبر عدد من العاطلين والتى تقع فى مجال الضروريات والحاجيات ودعم الاستثمار طويل الأجل .
C سياسة الضرائب : تخفيض أسعار الضرائب والتركيز على الضرائب على الدخل وعلى رأس المال  وإعطاء إعفاءات للمشروعات المهنية والحرفية والصغيرة والتى تقع فى مجال الضروريات والحاجيات .
C سياسة الخصخصة : ربط الخصخصة بعلاج مشكلة البطالة وليس بالبيع أو بالمعاش المبكر .
C سياسة التدريب : وضع برامج موضوعية ومتخصصة لتحويل مسارات الخريجين حسب متطلبات سوق العمل .
C سياسة اتفاقيات سوق العمل : إبرام اتفاقيات مع الدول العربية والإسلامية بإعطاء أولوية للعمال العرب والمسلمين .
C سياسة دعم وتحفيز مؤسسات المجتمع المدنى فى دعم المشروعات الصغيرة مثل الجمعيات الخيرية والاجتماعية ومؤسسات الزكاة والنقابات ما فى حكم ذلك.
وهذا ما سوف نتناوله فى البند التالى لأهميته القصوى والفعالة والعملية .
u -   دور مؤسسات المجتمع المدنى (الجمعيات) فى علاج مشكلة البطالة.
يؤكد الواقع الذى نشاهده أن للمشروعات الصغيرة والمتناهية فى الصغر دور رئيسى فى علاج مشكلة البطالة من خلال تفعيل مؤسسات المجتمع المدنى وعلى الأخص الجمعيات الخيرية والتى تطبق نظام القرض الحسن ونظام المشاركة المنتهية بالتمليك ونظام الإجارة المنتهية بالتمليك كبديل لنظام الفائدة الربوية والذى ثبت فشله .
وهناك تجارب ناجحة لدور الجمعيات الاجتماعية والخيرية فى علاج المشكلة.. وتتلخص هذه التجارب فى تركيزها على الآتى:
C دراسة موضوعية لطبيعة المشروع الصغير وبيان جدواه والحاجة إليه ، ووضع معايير سليمة لاختياره.
C الاختيار الدقيق للشاب العاطل وتهيئته وإعداده وتدريبه لتشغيل المشروع الصغير المناسب له .
C توفير التمويل اللازم للمشروع الصغير من المصادر المختلفة, منها على سبيل المثال الهبات والإعانات والتبرعات والزكوات والوصايا ..بعيداً عن نظام الفائدة .
C اختيار طريقة التمويل المناسبة للمشروع الصغير ومنها على سبيل المثال:
ـ القرض الحسن على آجال مناسبة .
ـ المشاركة المنتهية بالتمليك خلال أجل مناسب .
ـ الإجارة المنتهية بالتمليك خلال أجل مناسب .
ـ المرابحة الإسلامية  والبيع بالتقسيط .
ـ طرق أخرى .
وتتجنب الطرق السابقة نظام القرض بفائدة لأنه سبب محق البركة والخسران .
C تقديم الدعم التسويقى والفنى والمالى للمشروع الصغير خلال الإنشاء والتشغيل .
C المتابعة والمراقبة المستمرة للمشروع وتقويم الأداء وتنمية الإيجابيات وعلاج السلبيات .
Cالتطوير والتجويد إلى الأحسن للمشروعات الصغيرة وتنميتها .
u -   خلاصة القول:
يقوم المنهج والبرنامج الاقتصادي الإسلامي لعلاج مشكلة البطالة على عدة محاور عملية منها : إعداد الإنسان إعداداً أخلاقياً وفنياً وتوفير التمويل اللازم للمشروعات بالصيغ الإسلامية, وحماية الدولة للمشروعات التنموية من خلال إعادة النظر فى الضرائب ونحوها وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني فى دعم المشروعات الصغيرة, وهذا يؤكد بأن الإسلام هو الحل.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات